مختصر سيرة – الطريقي-

*ولد الطريقي في الحي العتيق في مدينة الزلفي النجدية , عام 1918 م

*اتجه نجو الكويت  ومنها إلى الهند ليعمل لدى تاجر نجدي يعلمه الحساب ثم ركب البحر نحو الإسكندرية ومنها الى القاهرة في طموح علمي تجاوز زمانه ومكانه .

*كان للمليك المؤسس نظرة استشرافية حيث وجه بابتعاث الشاب عبدا لله الطريقي الى أمريكا ليواصل دراسته العليا وعاد لبلاده بتخصص علمي دقيق وخبيراً بترولياً ويضع بصمة لا يمحوها الزمن في مسيرة النفط السعودي وكانت حواراته ومجادلته مع شركة النفط العاملة في بلاده ومطالبته وإصراره على زيادة حصة حكومته دليل على حس وطني صادق .

* تولية الوزارة
عين كأول وزير للنفط في عام 1960 في عهد الملك سعود .

*أهم المحطات في حياته
كان الطريقي معجباً بجمال عبدالناصر الزعيم المصري الذي كان في فترة مناوئ للحكم السعودي
من هنا تباعدت وجهات النظر بينه وبين المسؤلين في بلاده
من هنا أٌعفي الطريقي من الوزارة واختار هو الرحيل وعاش في منفاه الاختياري بيروت .

*في المنفى كتب الطريقي في الصحافة وأسس مجلة “نفط العرب” التي ساهمت في نشر الوعي البترولي
وعاش في منفاه عفيف اللسان لم يساوم وظل محتفظاً بحبة واحترامه للوطن .

*عاد للوطن على رأس القرن الهجري عاد فالتقى به الملك خالد وأحسن استقباله ورق له قلب الملك فهد فأهداه منزلا بالرياض .

*كرمت جامعة تكساس الطريقي في الاحتفال بالخريجين العظماء من جامعتها عام 1983

*قرر الطريقي أن يقضي آخر أيامه في القاهرة
وفي مستشفى الصفا توفي الطريقي وهو في الثمانين ولأنه شخصيه مثيره فقد ظل جسده مسجى تتنازعه ارضان ارض نجد وارض الكنانة حتى دفن بمقابر النسيم عام 1997 م .

 

النشأة

قضى الطريقي شطر من طفولته في الزلفي ولكن
حين يضيق العيش فيها تتجه الأنظار إلى الكويت فاتجه الطريقي كبقية شباب الزلفي للكويت وهناك حيث افتتحت المدارس النظامية بدلاً من الكتاتيب التحق الطريقي بالمدرسة الاحمدية ودرس الابتدائية عام 1924م فعرف بجانب أمور دينه القراءة والحساب واللغة الانجليزية .

بعد أن أمضى الطريقي عدة سنوات في الكويت غادرها مع أخيه محمد الى الهند عام 1928م وعمل لدى شيخ التجار العرب عبدالله الفوزان ومن خلال عمله تعلم الحساب واللغة الإنجليزية  .
عاد الطريقي من الهند الى الكويت ومن الكويت جاء إلى بلاده وبعد عودته قرر السفر إلى القاهرة لمواصلة الدراسة واختلفت الروايات منها ما يذكر انه ذهب تبعاً للبعثة والبعض يؤكد انه ذهب من تلقأ نفسه وبعد ذلك انضم للبعثه

 

عبدالله الطريقي ..مدرسة حلوان

في مصر التحق الطريقي بالمدرسة الابتدائية بحلون وحصل على المركز الثاني على مستوى القطر المصري في اختبارات المرحلة الابتدائية , وتخرج منها عام 1938 م وكان أثناء دراسته شعلة من النشاط يهتم بالنشاط اللاصفي وإعداد الصحف الحائطية .
وفي العام الذي تخرج فيه الطريقي من ثانوية حلوان اصدرت المدرسة مجلة كتب فيها الطريقي مقال بعنوان
” ابن سعود .. الرجل الذي ايقظ شعباً من سباته وشيّد صرح دولة “
يعرض الكتاب المقال وهو من صفحتين يتكلم فيها عن الملك عبدالعزيز وكيف وحد الدولة و قتاله مع ابن عجلان وابن رشيد وحصوله على الاحساء بعد ضعف الدولة العثمانية . وقتال الملك مع الشريف حسين الذي عاهده اللبريطاننين على ان يستلم الولاية بعد حربه معهم ضد العثمانيين
هذه النقطه مهمه في المقال سأكتبها كما كتبها الطريقي

(……. عاهدت بريطانيا الشريف حسين على اطلاق يده في جزيرة العرب على ان ينضم معها في قتال العثمانيين فلما عقدت الهدنه وسلمت انجلترا الشريف بعض مطالبه امتلأت نفسه بالغرور ونظر للملك عبدالعزيز بنظرة استخفاف , حتى أنه منع النجديين من الحج . وكان بطلنا يلاينه عل الله يهديه فيرجع عن غيه ولكن الحسين تمادى في طغيانه وأرسل جيشاً بقيادة أبنه عبدالله ( أمير شرق الأردن الآن) لفتح نجد وللقضاء على الملك . إلى هنا نفد صبر عبدالعزيز . فاستحث قومه على محاربة الحسين , مشهداً الله على أنه يدخل الحرب وهو مكرهاً . فقابلت شرذمة من جيشه الأنير عبدالله بجيوشة الجرارة ومعداته العظيمة ؟ التي أستولى عليه الشريف من حربه مع الأتراك وهناك انقضت أسود نجد على تلك الجيوش , فمزقتها , وفر الأمير عبدالله بنفسه إلى الطائف وهناك تعقبته تلك الكتيبة الباسلة حتى فتحت الطائف وولّت وجهها شطر مكة.
لما رأى الحجازيون ما حل بالشريف من أثر سياسته الهوجاء ؟ طلبو منه التنازل عن عرشه لابنه علي , فاتخذها الأخير عاصمه لملكه وحاصرها النجديون, حتى أرغموا الملك علي على مغادرتها فدخلوها ظافرين , وفي الوقت كانت قوات الملك عبدالعزيز قد استولت على المدينة . فاستتب المُلك بذلك للملك علىالحجاز ونجد , إذ بايعه أهل الحجاز بالمُلك وأطلق عليه ملك المملكة العربية السعودية ….)
ومن أهم ما جاء في المقال كذلك عتب الطريقي على الأخوة العرب ونظرتهم لسكان الجزيرة
(…… يؤلمني أن أرى كثيراً من اخواني المصريين قد جهلو عقيدتنا , نحن النجديين, وقالوا أننا ندين بمذهب ابتكرناه لأنفسنا , والحقيقة التي لا مراء فيها أننا نحن النجديين على مذهب الإمام ابن حنبل , وأن الوهابية ليست مذهباً وإنما سمينا وهابيين , لأن أحد كبار علمائنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي ظهر من قبل 100 سنه خلت , فوجد أننا قد أتخذنا من البدع ماليس من الدين في شيء , فأخذ ينشر الدعوة للتمسك بالقرآن والسنة على مذهب الإمام حنبل . ويسألني البعض عن التوسل وكيف أننا هدمنا القبور حين دخولنا للحجاز ؟ فأقول : أننا لم نهدم القبور بل هدمنا قباباً كانت تتخذ عباءة لفساد والتوسل بالأموات إعتقاداً بأن هؤلاء ينفعون أو يضرون ….)
عبد الله الطريقي
توجيهي علوم .

بعد تخرج الطريقي من ثانوية حلوان عاد إلى مكة المكرمة , ويبدو أن الطريقي اطلع وقرأ كتابات عدد من دعاة الوحدة العربية , وتأثر بما كانوا يكتبونه حيال قيام الدولة العربية الواحدة ,من أمثال الكاتب اللبناني نجيب عازوري .وفي مكة أجرى الطريقي امتحان قبول البعثة في مدرسة تحضير البعثات وقرر الالتحاق بجامعة الملك فؤاد التي تعد من أعرق الجامعات والتحق بكلية العلوم في الجامعة متخصص في الكيمياء والجيولوجي
وفي كلية العلوم واصل الطريقي نشاطه الاصفي خاصة إعداد مقالات الصحف الحائطية التي كان يوقعها بأسم أبو صخر .
وخلال فترة الجامعة لم يكن للطريقي أصدقاء سعوديين كان جميع الأصدقاء من المصريين والإخوان العرب.

 


الطريقي يتوسط زملائة عبدالمعطي لاشين و عمر وهبي
وفي عام 1944م تخرج الطريقي من الجامعة وعاد إلى السعودية وعمل فيها سنتين في وزارة المالية .
وبسبب تفوق الطريقي وتميزه وجه الملك عبدالعزيز بابتعاث اثنين من الذين كانوا يدرسون بمصر إلى الولايات المتحدة للتخصص في دراسة النفط وهما الطريقي و مهنا بن معيبد .
حل الطريقي في مدينة أوستن في ولاية تكساس وكان أول طالب سعودي يلتحق بجامعة أتاوا .
أمضى الطريقي 18 شهراً في دراسة الماجستير ,ثم قدم رسالة الماجستير المعنونة بـ”جولوجيا المملكة العربية السعودية ”
وفي هذه المرحلة أهم ما يُذكرإعجاب الطريقي بالحياة الغربية من حيث النظام والاهتمام بالوقت الذي جاء متناسباً مع ليبراليته الاجتماعية وتحرريته التي عُرف بها جعله يتزوج من فتاة أمريكية أثناء وجوده هناك وأنجب منها أبنه البكر ( صخر).
ولكن رغم هذا الإعجاب بالغرب لم يكن الطريقي اسيراً لذلك المجتمع ولم يتخلى عن عروبته وقيمة الأصيلة .
وحياة الطريقي في الغرب جعلته يواجه الأمريكيين فيما بعد ويجادلهم وبخاصمهم عن وعي وإدراك بطبائعهم .
وفي عام 1948 م عاد الطريقي للسعودية حاملاً شهادته الجامعية . وكان النفط قد سال دافقاً في بلادة وحدثت تحولات جذرية في المجتمع السعودي.
إذ بدأت شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا بالتنقيب عن البترول في الأراضي السعودية منذ أن وقعت معها السعودية اول اتفاقية في تاريخ النفط السعودي عام 1933 م وقعها الشيخ السليمان وزير المالية من الجانب السعودي و السيد لويد هاملتون من قبل الشركة .
وهنا عاد الطريقي رجلاً يفهم في الجيولوجيا والهندسة وعاد في العام نفسه الذي أُ سست فيه أكبر شركة بترول جماعية سميت ( أرامكو) وفي نفس العام أيضاَ وقعت حرب 48 م , أول الحروب العربية الإسرائيلية , فكان ذلك إيذانا بعلاقة معقدة بين البترول والسياسة .
عاد الطريقي وعمل في وزارة المالية كموظفا مسوؤل عن مكتب مراقبة حسابات الحكومة على الدخل النفطي من شركة أرامكو في الظهران وبهذا العمل بدأ الطريقي رحلته في مجال الصناعة النفطية ,
وبعد ذلك ترقى الطريقي ليكون مديراً عاماً لشؤون الزيت والمعادن . بعد عمل الطريقي بدأت تتكشف له مساوئ الشركة البترولية العاملة في البلاد حيث كانت أرامكو1_ تضخ البترول من الحقول السعودية السهلة والرخيصة من دون أن يكون لها سياسة طويلة الأمد لموازنة استنفاد الحقول, وعملت على إحراق الغاز الطبيعي الذي يصاحب عادةً عمليات استخراج البترول مسببّة في إهداره في الوقت الذي كان فيه الطريقي يرى أن هذا الغاز هو ثروة طبيعية ثمينة من الواجب استثمارها .
2- كانت تقتسم الأرباح مع السعودية وكان التقسيم بعد احتساب المصاريف وجاءت المسألة التي شكلت خطراً وهي نسبة الخفض التي كانت أرامكو تمنحها للشركات الأم والتي تصل إلى 18% غير أن الطريقي اكتشف نتيجة للحسابات التي أجراها أن أرامكو تخفض حصة حكومته من أرباح السوق الحقيقية من المناصفة (50 -50) إلى ( 68- 32 ) لصالح الأمريكان , لذلك كرس الطريقي جهوده لاسترداد ما تتمتع به ارامكو كان يطمح للحصول على مشاركة الحكومة في كل مرحلة من مراحل إنتاج البترول وتسويقه وكان شعاره ( من البئر إلى السيارة ).

في هذه الفتره كتب الطريقي مقالاً في مجلة اليمامة بعنوان ” إلى أين نحن مسوقون” وقد سببت وقتها ضجة كبيرة إذ لم يتعود المجتمع السعودي على مثل هذه المقالة الحادة وكادت تغلق صحيفة اليمامة بسببها
يوردد الكتاب المقالة كاملة صفحة 84

 
 
 
العدوان الثلاثي على مصر

اتخذ الرئيس عبدا لناصر قراراً بتأميم قناة السويس وكان هذا القرار هو السبب في الحرب التي شنتها فرنسا وبريطانيا وإسرائيل . فهبت الدول العربية لمساعدة مصر فأعلنت السعودية التعبئة العامة وفُتحت المطارات السعودية لهبوط الطائرات المصرية وبعث الملك عبدالعزيز ببرقية لعبدالناصر يضع فيها القوات السعودية رهن المساعدة . كما تجاوز الدعم إلى استخدام النفط سلاًحاً في المعركة حينما أمر الملك سعود بن عبدالعزيز بوقف إمدادات النفط السعودي إلى بريطانيا وفرنسا كما منع تزويد طائراتهم بالوقود وهذا القرار ابلغه الطريقي لشركة الزيت العربية الأمريكية بموجب برقيه رقم 1481 –س -11 وهذا نصها :
06-11-1956 م
حضرة المكرم ممثل شركة الزيت العربية الأمريكية المحترم
بعد التحية :
كُلفت ان أُشعركم بان لا تقوم شركتكم ببيع أي شي من الزيت الخام أو مشتقاته من إنتاج المملة إلى كل من بريطانيا وفرنسا . وأن تمتنعوا كذلك عن تزويد بواخر هاتين الدولتين بالوقود أو طائراتها , اعتباراً من لحظة تسلمكم لهذا الكتاب , الذي أرجو أن تشعرونا باستلامه في الحال . وتقبلوا تحياتنا
المدير العام
عبدالله الطريقي


//من جهود المملكة في دعم مصر في تلك الفترة ….تنازل الملك سعود عن جزيرة سعوديه ( صنافير) لصالح مصر حتى تراقب حركة مرور السفن الإسرائيلية في خليج العقبة والسويس ..
من روايه قلب من بنقلان لسيف الإسلام بن سعود//

وهذا العدوان الهب مشاعر المواطنين العرب وابرز شخصية عبدالناصر كرمز قومي وتعاطف معه الشباب العربي والطريقي كأحد المثقفين العرب كان متفاعلاً مع الأحداث القومية وتشكلت نقطة انعطاف في مسيرته الفكرية وهويته القومية وقدر الطريقي مواقف عبدالناصر وأشاد بها في مقالاته وخاصة تأميم قناة السويس .

الرئيس عبدالناصر يحتفي بالطريقي على هامش مؤتمر القاهرة 1959م


الأوبك الحلم والحقيقة

تعتبر أهم الانجازات للطريقي مشاركته الايجابية في تأسيس منظمة الأوبك
حيث أدرك انه لابد من إيجاد كيان يحمي المنتجة التي تعتبر دولاً نامية من الدول المستهلكة التي تعد دول صناعية كبرى تشاركهم شركاتهم المنتجة للنفط وكانت الشركات العالمية والدول الكبرى تستغل تباعد الدول المصدرة وعدم معرفتهم للأحوال السائدة فكانت تهدد بزيادة الإنتاج وانقاصة كلما طالبت احدى الدول المصدرة بتحسين عوائدها من ثرواتها البترولية !
وكانت فنزويلا أول من اتخذ خطوات لتوحيد وتنسيق مواقف الدول المنتجة إذ أرسلت عام 1949 وفدا زار إيران والعراق والكويت .
في عام 1951 حظر الطريقي مؤتمر نظمته فنزويلا ودعت إليه رجال البترول العرب والايرانيين فبحث الطريقي مع عدد من المسئولين موضوع توحيد وتنسيق مواقف الدول المنتجة ولكن فنزويلا لم يكن لديهم الحماسة مثل عام 1949 م حيث كان الحكم دكتاتورياً بعد لحكومة الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المنتخبة
وبعد ذلك انعقد مؤتمر العربي الأول للنفط في القاهرة عام 1959م ودعيت فنزويلا برئاسة وزير النفط بابلو ألفونسو وكان الجميع متذمر وغاضب من القيود على النفط والحصص الأمريكية الجديدة
وفي المؤتمر كان هناك صحفية امريكيه نشطة اسمها واندا جابلونسكي وكانت واندا تعرف الطريقي وحدته تجااة شركات النفط فنسقت بين الطريقي ووزير النفط لقاءً و جرت المحادثات بسرية تامة وصاغوا ما عرف باتفاقية ” السادة”
تعتبر هذه المحادثات والاتفاقية حجر الأساس في تغير القوى المحركة للنفط
وبعد هذا المؤتمر أصدرت الدول المصدرة قرار يدعوا الشركات المنتجة للنفط ان لا تغير في أسعار مبيعاتها بدون التشاور مع الحكومات المعنية , لكن الشركات لم تأخذ الأمر جدياً واستخفت بقرارات المؤتمر فأقدمت في عام 1960 م على خفض أسعار بترول الخليج العربي نتيجة لهذا الخفض بعث الطريقي ببرقية الى زميله الفنزويلي الذي رد بأن فنزويلا تؤيد موقف المنتجين في الشرق الأوسط ولن توافق على خفض أسعار صادراتها وفي الوقت نفسه تلقى الطريقي من الشيخ جابر الأحمد وزير المالية الكويتي برقيه تطالب بتوحيد مواقف الحكومات المنتجة بعد ذلك ذهب الطريقي لبيروت في زيارة استغرقت يوم واحد ثم ذهب الى بغداد لمناقشة العراقيين في الموضوع وكان يريد ومعه الفونسو ان يجمعوا الموقعين على اتفاقية “السادة” مره آخرى غير أن العراق التي لم ترغب في السير في الفلك الناصري عارضت وبشدة نفوذ عبدالناصر على سياسة النفط ودعت الى عقد المؤتمر في بغداد فوجهت الدعوه للسعوديه والكويت وايران وفنزويلا وقطر التي حضرت كمراقب فقط فتم الاجتماع في بغداد في ايلول عام 1960م فتمت الموافقه على إنشاء منظمة الدول المصدرة لنفط .

الطريقي وزير النفط

بعد النجاحات التي حققها الطريقي , كانت جهوده محل تقدير الحكومة السعودية وإعجاب المسؤولين فتوجوا جهوده بتعيينه وزيراً للبترول والثروة المعدنية كأول وزير يتولى حقيبة وزارة البترول في ديسمر 1960 م
وخلال تولي الطريقي لهذه الوزارة اكمل مسيرته لتحسين اوضاع الدول المنتجة وحمايتها من شركات النفط التي كانت تستغل جهل الدول النامية
اهم الجهود التي قام بها
حرم الطريقي حرق أي غاز كان يخرج مع الزيت فإما يُصنع أو يرسل إلى باطن الأرض مره آخرى . كما حرص الطريقي على الكتابة ونشر الوعي بين الناس بخصوص النفط وأهميته فأسس مجلة ” أخبار البترول والمعادن”
في هذه المرحله كانت هناك اتهامات توجه للطريقي وهو محبته للعرب العاملين في الوزاره واعطائهم المناصب الكبيرة ويرد الطريقي على مثل هذه الاتهامات بأنه
_ في حالة تعذر وجود الكفاءات الوطنية فاستخدام الكفاءات الأجنبية في هذه الحالة هو واجب تحتمه الضرورة والغيرة على المصلحة الوطنية .

الخروج من الوزارة

بعد زوال الدولة العثمانية وقيام الدول الغربية الإستعمارية بتقسيم الوطن العربي . رفع العرب شعارات القومية العربية ودعوا لقيام دولة عربية واحدة وتبلورت هذه الدعوات إلى اتجاهات سياسية فظهر حزب البعث في العراق وسوريا والحركة الناصرية في مصر ولم تكن السعودية بمنأى عن هذه التحولات فانخرط عدد من ابنائها في هذه الأحزاب إما حركياً او تعاطفاً فكرياً .
فقد انتمى الطريقي الى الناصرية وأحلام دولة الوحدة فكان قومياً ناصريا وبعد أن أستقل الطريقي بوزارة البترول تحول من خبير نفطي إلى سياسي يدافع عن مبادئه القومية
في فترة ماقبل الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 م. كانت العلاقات السعودية المصرية على وفاق تام في مواجهة حلف بغداد , إلا أنها تعرضت للاهتزاز على أثر قيام الجمهورية العربية المتحدة وانضمام مملكة اليمن الى الجمهورية المتحدة في إطار اتحاد الدول العرب , ومن ثم قيام النظام الناصري بشن الحملات الدعائية ضد السعودية الأمر الذي تحول فيه القوميون العرب في الجزيرة العربية إلى أداة طوعية للإستراتيجية الناصرية في تلك المرحلة الحرجة لذلك فأنه من غير الممكن أن يقوم مسؤل سعودي رفيع بالتعاطف مع الند الناصري وتأييد نظامه فكانت الأوضاع السياسية في المملكة مضطربة فهناك الهجوم الدعائي الناصري من الخارج وداخلياً كانت هناك المطالبة بأن يعود الأمير فيصل الى مجلس الوزراء نظراً للأخطار التي تهدد البلاد مع اعتلال صحة الملك سعود لهذا اصدر الملك مرسوماً ملكياً بتشكيل حكومة جديدة خرج منها الطريقي في عام 1960م .
ولم يكن الطريقي يسمح لأحد بسؤاله عن سبب خروجه كان يقول أنه قرار صدر وأتقبله وأحترمه .

بعد الخروج من الوزارة قرر الطريقي طواعية البقاء خارج المملكة ليعيش في منفاه الأختياري بيروت وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياة الطريقي فتفرغ للكتابة والنشر في شؤن النفط حيث اسس مكتباً لتقديم الأستشارت والخبرة لوزارات النفط العربية وشركات النفط الوطنية وهكذا اصبح مستشاراً لعدد من شركات النفط العربية و لبعض الحكومات مثل لبنان وسوريا والأردن والعراق والكويت وأبو ظبي واليمن ومصر وليبيا والجزائر 
هنا جزء  مهم جداً هو** اختيار بيروت بدلاً من القاهرة

رغم ان للقاهره مكانه كبرى في قلب الطريقي وقد عاش فيها شبابه ودرس الثانوية والجامعة ولديه شقه هناك ورغم اعجابة الشديد بعبدالناصر الا انه اختار بيروت بدلاً من القاهره لانه القاهره كانت في ذلك الوقت ملتقى للناصريون كما كانت تستضيف وترحب بمن هاجروا من بلادهم معارضين لسياستها وكان الطريقي يريد ان ينأى بنفسه عن المهاترات السياسية والتهويش الإعلامي الذي كانت تمارسه إذاعة ” صوت العرب” من القاهرة ضد النظام السعودي لذا لم يشأ الطريقي أن يقوم عبدالناصر بإستغلال اختلافه مع حكومة بلاده حيال السياسة النفطية فيوظفها عبدالناصر في خلافاتة السياسية مع السعودية .

 في عام 1970م ترك الطريقي بيروت واتجه للقاهره بسبب ضغوطات مُرست على السلطات اللبنانيه لأخراج الطريقي من بيروت بعد هجومة على شركات النفط العالمية وقد هاجمته الصحف الغربية واتهمته بالشيوعية وأطلقت عليه لقب” الشيخ الأحمر”
وفي القاهره افتتح مكتب للاستشارات النفطيه الا ان الطريقي لم يرتاح لوضعه في القاهره لسوء خدمات طباعة مجلته
وبعد حرب 73 م ترك الطريقي القاهره واتجه للكويت وارتاح هناك كثيراً حيث كان بقرب ابناء اخيه واعاد افتتاخ مكتبة ليقوم بنفس الأعمال والنشاطات
من الانجازات المهمة للطريقي خلال وجوده في الكويت هو المشاركة في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت . وكان عضواً مؤسساً في مجلس أمنائه حتى وفاته .
مركز دراسات الوحدة العربية :

http://www.caus.org.lb/Home/index.php

المؤسسة تشرف على وقفيه وجائزة عبدالله الطريقي ولها عامود ثابت في الموقع للمزيد :

http://www.caus.org.lb/Home/latest_news.php?id=50

وما لم يذكره الموقع هو أسماء المتبرعين لجائزة الطريقي ووقفيته اورده الكاتب بالتفصيل بالأسماء والمبلغ

عودة الطريقي للوطن

في عام 1980 م في عهد الملك خالد . أصدر عفواً عاماً عن جميع السعوديين المبعدين .
وتلقى الطريقي رسالة رسمية من مسؤول سعودي كبير عن طريق صديق حميم له يفيده أن البلد بلده , يحضر متى ما شاء ويسافر متى مايريد
فعاد الطريقي للوطن وكان سعيد بهذه العودة وقد أسس مكتبا واستمر في عمله ونشاطه . وفي عام 1983 م ذهب الطريقي لمدينة أوستن في الولايات المتحدة تلبيه لدعوة جامعة تكساس لتكريمه كأحد الخريجين المميزين وقبل ذهابه لحفل التكريم أصيب بجلطة دماغية فنقل للمستشفى
بعد هذه الحادثة اعتلت صحة الطريقي وقل عطاءه فأغلق مكتبة الاستشاري عام 1984م في هذه المرحلة منتصف الثمانينات انصرف الطريقي الى ممارسة الشعائر الدينية بعد أن أعفى لحيته ولزم المسجد ملازمة تامة
ثلاث عقود عاش خلالها لطريقي حماسه قوميه ونشاطاً فكرياً غير أن الطريقي وبعد هذه التجربة في العمل القومي قد أصيب بخيبة أمل وشعر بشيء من الإحباط من كل الشعارات القومية .
يقول عبدالرحمن منيف : إن إحدى مآسي الطريقي أنه طرح أفكار وشعارات لم يستطع الوضع العربي أن يستوعبها ويتعامل معها في وقتها وقد ولد هذا تشاؤماً ثم إحباطا لدى الطريقي الذي هجر العمل السياسي وأصبح أقرب إلى التصوف ..)


الشيخ الطريقي عام 1995 في القاهرة
في عام 1991 م عاد الطريقي ليعيش في القاهرة مع زوجته وبنته هيا . مكث في القاهرة ستة أعوام أمضاها في رعاية أسرته وقراءة الكتب واستقبال زملاءه وأصدقائه
في عام 1997 م عانى الطريقي من ظروف صحية وتوفي عن عمر ثمانين عاماً
ومكثت جثته ثلاث أيام بالقاهرة فكانت زوجته مها ترغب في دفنه بالقاهرة وطلبت السفارة السعودية بنقل الجثمان إلى الرياض وهذا ما حدث وقبر الطريقي في مقابر النسيم
وكانت جريدة الأهرام أول من نشر خبر وفته ونعته ,كما نعته صحف الخليج وصحيفة الشرق الأوسط وكتبت في صفحتها الأولى ” وفاة أول وزير نفط سعودي و أحد مؤسسي أوبك” وكتبت عنه جريده السفير ” غياب عبدالله الطريقي رائد شعار نفط العرب للعرب “

 

اللهم أرحم الطريقي وأغفر له  وأجزه عنّا خير الجزاء

كتاب / صخور النفط ورمال السياسة ,

لا يحكي سيرة عبداله الطريقي فقط يحكي حقبة تاريخية مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية

وفي ظل كتب محدودة عن تاريخ اسعودية وقلة مصداقيتها سواء في التضخيم في المدج وطمس الحقائق أو

التشوية و المبالغة في شطنة المملكة ا يوجد أصدق من فراءة سطور تاريخ ادولة بين طيات حياة رج عظيم مثل الطريقي

الكتاب من تأليف : محمد السيف @mohamedalsaif

إصدار :دار جداول

* كتبت مُختصر عن الكتاب قبل سنتين في مكتبة ألكترونية

* ما وضعته بين (//..//) كان إضافة مني