تشبه الرواية   تحفة  فنية , كتبها عبقري وليس مجرد روائي عادي .

الرواية في البداية لن تكون مغرية و  ممتعة , تسبب   تشتت من كثرة أسماء الرهبان والملوك والأديرة , لكن لا عليك تابع القراءة فليس مهم أن تحفظ كل الأسماء.

هذه التحفة  الفنية مغطاة بثلاث أغلفة ,أو تشبه الهدية التي ما أن  تفتحها حتى  تكتشف صندوق أصغر  و إذا  فتحته  تحصل على    أصغر من سابقيه .

الغلاف الأول المحيط بالتحفة أو الرواية هو:

 العالم المسيحي

اختلاف المذاهب بين الأديرة والحروب بينهم  ,وركز على مسألة أساسية في الخلاف وهي “فقر المسيح “.

ففرقة الفرنشكيين تقول أن المسيح والحواريين عاشوا فقراء  وأن الرهبان والأساقفة لا يحق لهم امتلاك الأشياء المادية في الدنيا وأن مظاهر العظمة في الكنائس مخالفة لتعاليم المسيح.

الفرقة المعادية تنقض كلامهم حول فقر المسيح وتقول بحق الراهب في الامتلاك

بين خلافات البابا والفرق المسيحية والهرطقة . تُبرز الرواية العلاقة المعقدة بين  الإمبراطور و البابا .

 أسماء الرهبان والملوك ليست كلها حقيقية وحدثت بالفعل

 الهدف من الرواية التي تسرد حدث تاريخي هو أن تعرف أن هناك شيء ما من هذا القبيل كان يحدث في ذلك المكان  , فليس من مهام الرواية تقديم معلومات دقيقة للقارئ  هي تعطي اضاءات خفيفة وخيوط للبحث والتقصي .

الغلاف الثاني :

جريمة الدير

في ستة أيام ُيقتل عدد من الرهبان تباعاً في أحد الأديرة  , ويصل للدير محقق مع راهب مبتدئ وهو من يروي القصة من البداية أسمة ” أدسو” . هنا تظهر عبقرية إيكو في تحليل الأمور التي تقع في الدير وتشويق القارئ  لمعرفة القاتل الحقيقي.

 

الغلاف الثالث :

هو النفس الإنسانية

تناقضات الرغبة والواجب

المشاعر داخل الراهب المبتدئ.

 

ما زاد الرواية جمال ومتعة أن  معظم أحداثها تدور  في المكتبة  , و لك أن تتخيل حديث

إيكو عن الكتب .

في بداية وصفه لمكتبة الدير يقول” أنها  من أكبر المكاتب حتى أنها تضاهي مكتبات بغداد الست والثلاثين والعشرة الآلاف مخطوط التي يمتلكها الوزير ابن العلقمي “  و  “أن كتب المكتبة المقدسة تعادل الألفين وأربعمائة مصحف قرآني  التي تتباهى

 بها القاهرة “.

كانت مكاتب العرب وكتبهم مضرب للمثل في وصف المكتبات.

ومن أحاديث المحقق للراهب المبتدئ حول الكتب هي أن  أفضل كتب البصريات هي كتب العرب  وكذلك  ذكر

..” لو كان لدينا القليل من معرفة  العرب أن أروع الدراسات حول الشفرات الغامضة هي من كتبها الكفار ( يقصد بالكفار العرب )”

وكذلك تحدث المعلم لتلميذة عن أهمية كتب الخوارزمي واختراع العرب للبوصلة وغيرها.

ويتحدث الراهب المبتدئ أثناء قرأته للكتب عن أبن حزم

عرف ابن حز م    الحببأنه “مرض عضال  دواؤه فيه والمصاب لا يريد أن يشفى منه ”.

ويعرض كلام أبن سينا

..: يقول أبن سينا العظيم أنه هاجس معذب ذو طبيعة كئيبة ينشأ من التفكير و إعادة التفكير في قسمات وحركات شخص من جنس آخر  لا ينشأ كمرض ولكنه يصبح مرض و هاجساً استحواذياً “

ويعلق الراهب على حديث ابن سينا ” .. كيف صور ابن سينا بوفاء حالتي , صحيح أنه كان كافر ولكنه كان حكيماً..”.

 

 

كانت رواية أسم الوردة أول رواية لإمبرتو إيكو

وكان قبل ذلك اصدر عدة كتب  ومقالات في مجالات مختلفة  في السيميائيات الثقافية والفلسفة  والكتابة التاريخية وله كتاب شهير هو ” إشكالية الأثر المفتوح ” ينقسم الكتاب لقسمين خصص القسم الثاني  لمتابعة تطورات الأديب ” جيمس جويس “صاحب الرواية الشهيرة “عولوبس”

ومعروف أن جيمس جويس ملء روايته بالرموز والألغاز وقال انه تعمد ذلك حتى يظل النقاد والمثقفين يتحدثون عن روايته ويحاولون فك رموزها لعقود قادمة

اعتقد أن إمبرتو إيكو نهج نفس النهج و هو ليس تعجيز للقاري أو فرد عضلات عقلية على المتلقي

هو انفتاح تأويلي بين الكاتب والقاري.

حتى اسم الرواية ” أسم الوردة “

قال ايكو أنه يريد أن يكون عمله مفتوحاً لقراءات مختلفة لا متناهية

لذلك اختار ايكو اسم الوردة بدلاً من “دير الجرائم “

وأخذ الأسم  بيت شعري  ذكره في أخر الرواية

” كانت الوردة أسماً ,, ونحن لا نمسك إلا الأسماء “